.اللَّامُ:
اللَّامُ: أَرْبَعَةُ أَقْسَامٍ: جَارَّةٌ، وَنَاصِبَةٌ، وَجَازِمَةٌ، وَمُهْمَلَةٌ غَيْرُ عَامِلَةٍ.فَالْجَارَّةُ: مَكْسُورَةٌ مَعَ الظَّاهِرِ، وَأَمَّا قِرَاءَةُ بَعْضِهِمْ:
{الْحَمْدُ لُلَّهِ} فَالضَّمَّةُ عَارِضَةٌ لِلْإِتْبَاعِ، مَفْتُوحَةٌ مَعَ الضَّمِيرِ إِلَّا الْيَاءَ. وَلَهَا مَعَانٍ:الِاسْتِحْقَاقُ: وَهِيَ الْوَاقِعَةُ بَيْنَ مَعْنًى وَذَاتٍ، نَحْوَ:
{الْحَمْدُ لِلَّهِ}.
{لِلَّهِ الْأَمْرُ} [الرُّوم: 4].
{وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} [الْمُطَفِّفِينَ: 1].
{لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ} [الْبَقَرَة: 114].وَالِاخْتِصَاصُ: نَحْوَ:
{إِنَّ لَهُ أَبًا} [يُوسُفَ: 78].
{فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ} [النِّسَاء: 11].وَالْمِلْكُ: نَحْوَ:
{لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} [الْبَقَرَة: 255].وَالتَّعْلِيلُ: نَحْوَ:
{وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ} [الْعَادِيَات: 8]. أَيْ: وَإِنَّهُ مِنْ أَجْلِ حُبِّ الْمَالِ لَبَخِيلٌ.
{وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لِمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ} الْآيَةَ [آلِ عِمْرَانَ: 81] فِي قِرَاءَةِ حَمْزَةَ، أَيْ: لِأَجْلِ إِيتَائِي إِيَّاكُمْ بَعْضَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ، ثُمَّ لِمَجِيءِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
{مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ} [آلِ عِمْرَانَ: 81] فَـ: (مَا) مَصْدَرِيَّةٌ وَاللَّامُ تَعْلِيلِيَّةٌ –وَقَوْلُهُ
{لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ} [قُرَيْشٍ: 1]- وَتَعَلُّقُهَا بـ:
{فَلْيَعْبُدُوا} وَقِيلَ: بِمَا قَبْلَهُ، أَيْ:
{فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ} [الْفِيل: 5، وَقُرَيْشٍ: 1] وَرُجِّحَ بِأَنَّهُمَا فِي مُصْحَفِ أُبَيٍّ سُورَةٌ وَاحِدَةٌ.وَمُوَافَقَةُ: (إِلَى): نَحْوَ:
{بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا} [الزَّلْزَلَة: 5]
{كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى} [الرَّعْد: 2].وَ(عَلَى) نَحْوَ:
{وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ} [الْإِسْرَاء: 109].
{دَعَانَا لِجَنْبِهِ} [يُونُسَ: 12]
{وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ} [الصَّافَّات: 103].
{وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا} [الْإِسْرَاء: 7].
{لَهُمُ اللَّعْنَةُ} [الرَّعْد: 25] أَيْ: عَلَيْهِمْ، كَمَا قَالَ الشَّافِعِيُّ.وَ(فِي) نَحْوَ:
{وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} [الْأَنْبِيَاء: 47].
{لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ} [الْأَعْرَاف: 187].
{يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي} [الْفَجْر: 24]. أَيْ: فِي حَيَاتِي. وَقِيلَ: هِيَ فِيهَا لِلتَّعْلِيلِ، أَيْ: لِأَجْلِ حَيَاتِي فِي الْآخِرَةِ.وَ(عِنْدَ): كَقِرَاءَةِ الْجَحْدَرِيِّ
{بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لِمَا جَاءَهُمْ} [ق: 5].وَ(بَعْدَ): نَحْوَ:
{أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوِكِ الشَّمْسِ} [الْإِسْرَاء: 78].وَ(عَنْ): نَحْوَ:
{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ} [الْأَحْقَاف: 11] أَيْ: عَنْهُمْ وَفِي حَقِّهِمْ. لَا أَنَّهُمْ خَاطَبُوا بِهِ الْمُؤْمِنِينَ، وَإِلَّا لَقِيلَ: (مَا سَبَقْتُمُونَا).وَالتَّبْلِيغُ: وَهِيَ الْجَارَّةُ لِاسْمِ السَّامِعِ لِقَوْلٍ أَوْ مَا فِي مَعْنَاهُ كَالْإِذْنِ.وَالصَّيْرُورَةُ: وَتُسَمَّى لَامَ الْعَاقِبَةِ، نَحْوَ:
{فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا} [الْقَصَص: 8] فَهَذَا عَاقِبَةُ الْتِقَاطِهِمْ لَا عِلَّتُهُ؛ إِذْ هِيَ التَّبَنِّي. وَمَنَعَ قَوْمٌ ذَلِكَ وَقَالُوا: هِيَ لِلتَّعْلِيلِ مَجَازًا؛ لِأَنَّ كَوْنَهُ عَدُوًّا لَمَّا كَانَ نَاشِئًا عَنِ الِالْتِقَاطِ- وَإِنْ لَمْ يَكُنْ غَرَضًا لَهُمْ- نُزِّلَ مَنْزِلَةَ الْغَرَضِ عَلَى طَرِيقِ الْمَجَازِ.وَقَالَ أَبُو حَيَّانَ: الَّذِي عِنْدِي أَنَّهَا لِلتَّعْلِيلِ حَقِيقَةً، وَأَنَّهُمُ الْتَقَطُوهُ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا؛ وَذَلِكَ عَلَى حَذْفِ مُضَافٍ تَقْدِيرُهُ (لِمَخَافَةِ أَنْ يَكُونَ) كَقَوْلِه:
{يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا} [النِّسَاء: 176] أَيْ: كَرَاهَةَ أَنْ تَضِلُّوا. انْتَهَى.وَالتَّأْكِيدُ: وَهِيَ الزَّائِدَةُ، أَوِ الْمُقَوِّيَةُ لِلْعَامِلِ الضَّعِيفِ لِفَرْعِيَّةٍ أَوْ تَأْخِيرٍ، نَحْوَ:
{رَدِفَ لَكُمْ} [النَّمْل: 72].
{يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ} [النِّسَاء: 26]،
{وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ} [الْأَنْعَام: 71]
{فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} [هُودٍ: 107].
{إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ} [يُوسُفَ: 43].
{وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ} [الْأَنْبِيَاء: 78].وَالتَّبْيِينُ لِلْفَاعِلِ أَوِ الْمَفْعُول: نَحْوَ:
{فَتَعْسًا لَهُمْ} [مُحَمَّدٍ: 8].
{هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ} [الْمُؤْمِنُونَ: 36].
{هَيْتَ لَكَ} [يُوسُفَ: 23].وَالنَّاصِبَةُ: هِيَ لَامُ التَّعْلِيلِ. وَادَّعَى الْكُوفِيُّونَ النَّصْبَ بِهَا، وَقَالَ غَيْرُهُمْ: بِأَنْ مَقْدَّرَةٍ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِاللَّامِ.وَالْجَازِمَةُ: وَهِيَ لَامُ الطَّلَبِ، وَحَرَكَتُهَا الْكَسْرُ، وَسُلَيْمٌ تَفْتَحُهَا، وَإِسْكَانُهَا بَعْدَ الْوَاوِ وَالْفَاءِ أَكْثَرُ مِنْ تَحْرِيكِهَا، نَحْوَ:
{فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي} [الْبَقَرَة: 186]. وَقَدْ تُسَكَّنُ بَعْدَ ثُمَّ، نَحْوَ:
{ثُمَّ لْيَقْضُوا} [الْحَجّ: 29]. وَسَوَاءٌ كَانَ الطَّلَبُ أَمْرًا، نَحْوَ:
{لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ} [الطَّلَاق: 7] أَوْ دُعَاءً، نَحْوَ:
{لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ} [الزُّخْرُف: 77].وَكَذَا لَوْ خَرَجَتْ إِلَى الْخَبَرِ، نَحْوَ:
{فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ} [مَرْيَمَ: 75].
{وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ} [الْعَنْكَبُوت: 12].أَوِ التَّهْدِيدِ،: نَحْوَ:
{وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} [الْكَهْف: 29].وَجَزْمُهَا فِعْلَ الْغَائِبِ كَثِيرٌ، نَحْوَ:
{فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ} [النِّسَاء: 102]. وَفِعْلَ الْمُخَاطَبِ قَلِيلٌ، وَمِنْهُ
{فَبِذَلِكَ فَلْتَفْرَحُوا} [يُونُسَ: 58]. فِي قِرَاءَةِ التَّاءِ، وَفِعْلَ الْمُتَكَلِّمِ أَقَلُّ، وَمِنْهُ
{وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ} [الْعَنْكَبُوت: 12].وَغَيْرُ الْعَامِلَةِ أَرْبَعٌ:لَامُ الِابْتِدَاء: وَفَائِدَتُهَا أَمْرَان: تَوْكِيدُ مَضْمُونِ الْجُمْلَةِ؛ وَلِهَذَا زَحْلَقُوهَا فِي بَابِ (إِنَّ) عَنْ صَدْرِ الْجُمْلَةِ، كَرَاهَةَ تَوَالِي مُؤَكِّدَيْنِ. وَتَخْلِيصَ الْمُضَارِعِ لِلْحَالِ.وَتَدْخُلُ فِي الْمُبْتَدَإِ، نَحْوَ:
{لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً} [الْحَشْر: 13].وَفِي خَبَرِ (إِنَّ) نَحْوَ:
{إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ} [إِبْرَاهِيمَ: 39].
{وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ} [النَّحْل: 124].
{وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [الْقَلَم: 4].وَاسْمِهَا الْمُؤَخَّرِ، نَحْوَ:
{إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ} [اللَّيْل: 12- 13].وَاللَّامُ الزَّائِدَةُ فِي خَبَرِ (أَنَّ) الْمَفْتُوحَة: كَقِرَاءَةِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ
{إِلَّا أَنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ} [الْفَرْقَان: 20]. وَفِي الْمَفْعُولِ، كَقَوْلِهِ
{يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ} [الْحَجّ: 13].وَلَامُ الْجَوَابِ لِلْقَسَم: أَوْ (لَوْ) أَوْ (لَوْلَا) نَحْوَ:
{تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ} [يُوسُفَ: 91]،
{وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ} [الْأَنْبِيَاء: 57].
{لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا} [الْفَتْح: 25].
{وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ} [الْبَقَرَة: 251].وَاللَّامُ الْمُوَطِّئَةُ: وَتُسَمَّى الْمُؤْذِنَةُ، وَهِيَ الدَّاخِلَةُ عَلَى أَدَاةِ شَرْطٍ، لِلْإِيذَانِ بِأَنَّ الْجَوَابَ بَعْدَهَا مَعَهَا مَبْنِيٌّ عَلَى قَسَمٍ مُقَدَّرٍ، نَحْوَ:
{لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لَا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ} [الْحَشْر: 12]. وَخُرِّجَ عَلَيْهَا قَوْلُهُ تَعَالَى:
{لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ} [آلِ عِمْرَانَ: 81].
.لَا:
لَا: عَلَى أَوْجُهٍ:الْوَجْهُ الْأَوَّلُ: أَنْ تَكُونَ نَافِيَةً، وَهِيَ أَنْوَاعٌ:أَحَدُهَا: أَنْ تَعْمَلَ عَمَلَ (إِنَّ) وَذَلِكَ إِذَا أُرِيدَ بِهَا نَفْيُ الْجِنْسِ عَلَى سَبِيلِ التَّنْصِيصِ، وَتُسَمَّى حِينَئِذٍ: تَبْرِئَةً، وَإِنَّمَا يَظْهَرُ نَصْبُهَا إِذَا كَانَ اسْمُهَا مُضَافًا أَوْ شِبْهَهُ، وَإِلَّا فَيُرَكَّبُ مَعَهَا، نَحْوَ:
{لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} [الْبَقَرَة: 255].
{لَا رَيْبَ فِيهِ} [الْبَقَرَة: 2] فَإِنْ تَكَرَّرَتْ جَازَ التَّرْكِيبُ وَالرَّفْعُ، نَحْوَ:
{فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ} [الْبَقَرَة: 197]
{لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ} [الْبَقَرَة: 254].
{لَا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ} [الطُّور: 23].ثَانِيهَا: أَنْ تَعْمَلَ عَمَلَ لَيْسَ نَحْوَ:
{وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} [يُونُسَ: 61].ثَالِثُهَا وَرَابِعُهَا: أَنْ تَكُونَ عَاطِفَةً أَوْ جَوَابِيَّةً، وَلَمْ يَقَعَا فِي الْقُرْآنِ.خَامِسُهَا: أَنْ تَكُونَ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ؛ فَإِنْ كَانَ مَا بَعْدَهَا جُمْلَةً اسْمِيَّةً صَدْرُهَا مَعْرِفَةٌ أَوْ نَكِرَةٌ وَلَمْ تَعْمَلْ فِيهَا، أَوْ فِعْلًا مَاضِيًا، لَفْظًا أَوْ تَقْدِيرًا، وَجَبَ تَكْرَارُهَا، نَحْوَ:
{لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ} [يس: 40]
{لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ} [الصَّافَّات: 47]
{فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى} [الْقِيَامَة: 31]. أَوْ مُضَارِعًا، لَمْ يَجِبْ، نَحْوَ:
{لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ} [النِّسَاء: 148]
{قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا} [الشُّورَى: 23].وَتَعْتَرِضُ (لَا) هَذِهِ بَيْنَ النَّاصِبِ وَالْمَنْصُوبِ، نَحْوَ:
{لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ} [النِّسَاء: 165] وَالْجَازِمِ وَالْمَجْزُومِ، نَحْوَ:
{إِلَّا تَفْعَلُوهُ} [الْأَنْفَال: 73].الْوَجْهُ الثَّانِي: أَنْ تَكُونَ لِطَلَبِ التَّرْكِ، فَتَخْتَصُّ بِالْمُضَارِعِ، وَتَقْتَضِي جَزْمَهُ وَاسْتِقْبَالَهُ، سَوَاءٌ كَانَ نَهْيًا، نَحْوَ:
{لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي} [الْمُمْتَحِنَة: 1]
{لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ} [آلِ عِمْرَانَ: 28]
{وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ} [الْبَقَرَة: 237]، أَوْ دُعَاءً، نَحْوَ:
{لَا تُؤَاخِذْنَا} [الْبَقَرَة: 286].الْوَجْهُ الثَّالِثُ: التَّأْكِيدُ، وَهِيَ الزَّائِدَةُ، نَحْوَ:
{مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ} [الْأَعْرَاف: 12]
{مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا أَلَّا تَتَّبِعَنِ} [طه: 92- 93]
{لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ} [الْحَدِيد: 29] أَيْ: لِيَعْلَمُوا. قَالَ ابْنُ جِنِّي: (لَا) هُنَا مُؤَكِّدَةٌ، قَائِمَةٌ مَقَامَ إِعَادَةِ الْجُمْلَةِ مَرَّةً أُخْرَى.وَاخْتُلِفَ فِي قَوْلِه:
{لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} [الْقِيَامَة: 1].فَقِيلَ: زَائِدَةٌ، وَفَائِدَتُهَا مَعَ التَّوْكِيدِ التَّمْهِيدُ لِنَفْيِ الْجَوَابِ، وَالتَّقْدِيرُ:
{لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا يُتْرَكُونَ سُدًى}. وَمِثْلُهُ:
{فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ} [النِّسَاء: 65] وَيُؤَيِّدُهُ قِرَاءَةُ
{لَأُقْسِمُ}.وَقِيلَ: نَافِيَةٌ لِمَا تَقَدَّمَ عِنْدَهُمْ مِنْ إِنْكَارِ الْبَعْثِ، فَقِيلَ: لَهُمْ: لَيْسَ الْأَمْرُ كَذَلِكَ، ثُمَّ اسْتُؤْنِفَ الْقَسَمُ.قَالُوا: وَإِنَّمَا صَحَّ ذَلِكَ؛ لِأَنَّ الْقُرْآنَ كُلَّهُ كَالسُّورَةِ الْوَاحِدَةِ، وَلِهَذَا يُذْكَرُ الشَّيْءُ فِي سُورَةٍ وَجَوَابُهُ فِي سُورَةٍ، نَحْوَ:
{وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ} [الْحِجْر: 6].
{وَمَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ} [الْقَلَم: 2].وَقِيلَ: مَنْفِيُّهَا أُقْسِمُ، عَلَى أَنَّهُ إِخْبَارٌ لَا إِنْشَاءٌ، وَاخْتَارَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ قَالَ: وَالْمَعْنَى نَفْيُ ذَلِكَ أَنَّهُ لَا يُقْسِمُ بِالشَّيْءِ إِلَّا إِعْظَامًا لَهُ؛ بِدَلِيل:
{فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ} [الْوَاقِعَة: 75- 76]، فَكَأَنَّهُ قِيلَ: إِنَّ إِعْظَامَهُ بِالْإِقْسَامِ بِهِ كَلَا إِعْظَامٍ، أَيْ: أَنَّهُ يَسْتَحِقُّ إِعْظَامًا فَوْقَ ذَلِكَ.وَاخْتُلِفَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
{قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا} [الْأَنْعَام: 151].فَقِيلَ: لَا نَافِيَةٌ.وَقِيلَ: نَاهِيَةٌ.وَقِيلَ: زَائِدَةٌ.وَفِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
{وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ} [الْأَنْبِيَاء: 95].فَقِيلَ: زَائِدَةٌ.وَقِيلَ: نَافِيَةٌ، وَالْمَعْنَى: يَمْتَنِعُ عَدَمُ رُجُوعِهِمْ إِلَى الْآخِرَةِ.تَنْبِيهٌ:تَرِدُ (لَا) اسْمًا بِمَعْنَى غَيْرٍ، فَيَظْهَرُ إِعْرَابُهَا فِيمَا بَعْدَهَا، نَحْوَ:
{غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [الْفَاتِحَة: 7].
{لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ} [الْوَاقِعَة: 33].
{لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ} [الْبَقَرَة: 68].فَائِدَةٌ:قَدْ تُحْذَفُ أَلِفُهَا، وَخَرَّجَ عَلَيْهِ ابْنُ جِنِّي:
{وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَتُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً}.
.لَاتَ:
لَاتَ مَعْنَاهَا: اخْتُلِفَ فِيهَا:فَقَالَ قَوْمٌ: فِعْلٌ مَاضٍ بِمَعْنَى نَقْصٍ.وَقِيلَ: أَصْلُهَا لَيْسَ، تَحَرَّكَتِ الْيَاءُ فَقُلِبَتْ أَلِفًا، لِانْفِتَاحِ مَا قَبْلَهَا، وَأُبْدِلَتِ السِّينُ تَاءً.وَقِيلَ: هِيَ كَلِمَتَانِ (لَا) النَّافِيَةُ زِيدَتْ عَلَيْهَا (التَّاءُ) لِتَأْنِيثِ الْكَلِمَةِ، وَحُرِّكَتْ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ. وَعَلَيْهِ الْجُمْهُورُ.وَقِيلَ: هِيَ (لَا) النَّافِيَةُ وَالتَّاءُ زَائِدَةٌ فِي أَوَّلِ الْحِينِ، وَاسْتَدَلَّ لَهُ أَبُو عُبَيْدَةَ بِأَنَّهُ وَجَدَهَا فِي مُصْحَفِ عُثْمَانَ مُخْتَلِطَةً بِحِينٍ فِي الْخَطِّ.وَاخْتُلِفَ فِي عَمَلِهَا لَاتَ:فَقَالَ الْأَخْفَشُ: لَا تَعْمَلُ شَيْئًا، فَإِنْ تَلَاهَا مَرْفُوعٌ فَمُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ، أَوْ مَنْصُوبٌ فَبِفِعْلٍ مَحْذُوفٍ، فَقَوْلُهُ تَعَالَى:
{وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ} [ص: 3] بِالرَّفْعِ، أَيْ: كَائِنٌ لَهُمْ. وَبِالنَّصْبِ، أَيْ: لَا أَرَى حِينَ مَنَاصٍ.وَقِيلَ: تَعْمَلُ عَمَلَ (إِنَّ).وَقَالَ الْجُمْهُورُ: تَعْمَلُ عَمَلَ لَيْسَ، وَعَلَى كُلِّ قَوْلٍ لَا يُذْكَرُ بَعْدَهَا إِلَّا أَحَدُ الْمَعْمُولَيْنِ، وَلَا تَعْمَلُ إِلَّا فِي لَفْظِ الْحِينِ، قِيلَ: أَوْ مَا رَادَفَهُ.قَالَ الْفَرَّاءُ: وَقَدْ تُسْتَعْمَلُ حَرْفَ جَرٍّ لِأَسْمَاءِ الزَّمَانِ خَاصَّةً، وَخَرَّجَ عَلَيْهَا قَوْلَهُ
{وَلَاتَ حِينِ} بِالْجَرِّ.
.لَا جَرَمَ:
لَا جَرَمَ مَعْنَاهَا: وَرَدَتْ فِي الْقُرْآنِ فِي خَمْسَةِ مَوَاضِعَ مَتْلُوَّةٍ بِأَنْ وَاسْمِهَا، وَلَمْ يَجِئْ بَعْدَهَا فِعْلٌ.وَاخْتُلِفَ فِيهَا: فَقِيلَ: (لَا) نَافِيَةٌ لِمَا تَقَدَّمَ، وَ(جَرَمَ) فِعْلٌ مَعْنَاهُ حَقَّ، وَ(أَنَّ) مَعَ مَا فِي حَيِّزِهِ فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ.وَقِيلَ: زَائِدَةٌ، وَجَرَمَ مَعْنَاهُ كَسَبَ، أَيْ: كَسَبَ لَهُمْ عَمَلُهُمُ النَّدَامَةَ، وَمَا فِي حَيِّزِهَا فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ.وَقِيلَ: هُمَا كَلِمَتَانِ رُكِّبَتَا، وَصَارَ مَعْنَاهُمَا حَقًّا.وَقِيلَ: مَعْنَاهُمَا لَا بُدَّ، وَمَا بَعْدَهَا فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ بِإِسْقَاطِ حَرْفِ الْجَرِّ.
.لَكِنَّ:
لَكِنَّ مَعْنَاهَا: مُشَدَّدَةُ النُّون: حَرْفٌ يَنْصِبُ الِاسْمَ وَيَرْفَعُ الْخَبَرَ، وَمَعْنَاهُ الِاسْتِدْرَاكُ. وَفُسِّرَ: بِأَنْ تَنْسُبَ لِمَا بَعْدَهَا حُكْمًا مُخَالِفًا لِحُكْمِ مَا قَبْلَهَا، وَلِذَلِكَ لَا بُدَّ أَنْ يَتَقَدَّمَهَا كَلَامٌ مُخَالِفٌ لِمَا بَعْدَهَا أَوْ مُنَاقِضٌ لَهُ، نَحْوَ:
{وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا} [الْبَقَرَة: 102].وَقَدْ تَرِدُ لِلتَّوْكِيدِ مُجَرَّدًا عَنِ الِاسْتِدْرَاكِ، قَالَهُ صَاحِبُ الْبَسِيطِ. وَفُسِّرَ الِاسْتِدْرَاكُ بِرَفْعِ مَا تُوُهِّمَ ثُبُوتُهُ، نَحْوَ: مَا زَيْدٌ شُجَاعًا لَكِنَّهُ كَرِيمٌ؛ لِأَنَّ الشَّجَاعَةَ وَالْكَرَمَ لَا يَكَادَانِ يَفْتَرِقَانِ. فَنَفْيُ أَحَدِهِمَا يُوهِمُ نَفْيَ الْآخَرِ.وَمِثْلُ التَّوْكِيدِ، بِنَحْو: لَوْ جَاءَنِي أَكْرَمْتُهُ، لَكِنَّهُ لَمْ يَجِئْ: فَأَكَّدَتْ مَا أَفَادَتْهُ (لَوْ) مِنَ الِامْتِنَاعِ.وَاخْتَارَ ابْنُ عُصْفُورٍ أَنَّهَا لَهُمَا مَعًا؛ وَهُوَ الْمُخْتَارُ، كَمَا أَنَّ كَأَنَّ لِلتَّشْبِيهِ الْمُؤَكَّدِ، وَلِهَذَا قَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّهَا مُرَكَّبَةٌ مِنْ (لَكِنْ أَنَّ) فَطُرِحَتِ الْهَمْزَةُ لِلتَّخْفِيفِ وَنُوِّنَ (لَكِنْ) لِلسَّاكِنَيْنِ.
.لَكِنْ:
لَكِنْ: مُخَفَّفَةٌ، ضَرْبَان:أَحَدُهُمَا: مُخَفَّفَةٌ مِنَ الثَّقِيلَةِ، وَهِيَ حَرْفُ ابْتِدَاءٍ لَا يَعْمَلُ، بَلْ لِمُجَرَّدِ إِفَادَةِ الِاسْتِدْرَاكِ. وَلَيْسَتْ عَاطِفَةً، لِاقْتِرَانِهَا بِالْعَاطِفِ فِي قَوْلِه:
{وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ} [الزُّخْرُف: 76].وَالثَّانِي: عَاطِفَةٌ إِذَا تَلَاهَا مُفْرَدٌ، وَهِيَ أَيْضًا لِلِاسْتِدْرَاكِ، نَحْوَ:
{لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا} [النِّسَاء: 166]
{لَكِنِ الرَّسُولُ} [التَّوْبَة: 88]
{لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ} [آلِ عِمْرَانَ: 198].
.لَدَى وَلَدُنْ:
لَدَى وَلَدُنْ مَعْنَاهُمَا: تَقَدَّمَتَا فِي عِنْدَ.